كتاب “العلاج بالفلسفة “د/مصطفي النشار ..رحلة الي تنمية العلوم الانسانية

·

·

,
كتاب العلاج بالفلسفة

وفي أولى هذه المقالات، جاءت مقالة بعنوان “العلاج بالفلسفة” وهو عنوان الكتاب نفسه، لكي يوضح علاجًا جديدًا قد يثير دهشة القارئ، فيقول: قد يبدو هذا العنوان غريبًا للقارئ الذي عرف صورًا متعددة من العلاج الطبي والنفسي ولكنه لم يسمع يومًا عن العلاج الفلسفي!

الرابط: https://sawtalaql.com/2016/08/blog-post_30.html

الكاتب: مصطفى النشار

تقييم المحرر:
10

 

العلاح بالفلسفة: بحوث ومقالات في الفلسفة التطبيقية وفلسفة الفعل – مصطفى النشار

الناشر: الدار المصرية السعودية – القاهرة
الطبعة: 2010
210 صفحة
الحجم: 5.35 MB
|حمل الكتاب من هنا
في هذا الكتاب يقدم د. مصطفى النشار أستاذ الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، مجموعة من المقالات والبحوث التي تدخل في صميم الرؤية التحديثية والإصلاحية للفلسفة. هذه الرؤية تبدأ مما هو عام حول دور الفلسفة في القرن الحادي والعشرين عمومًا، ودورها في إحداث النقلة النوعية في فكرنا ونظمنا الأخلاقية والسياسية والاجتماعية.

العلاج بالفلسفة

وفي أولى هذه المقالات، جاءت مقالة بعنوان “العلاج بالفلسفة” وهو عنوان الكتاب نفسه، لكي يوضح علاجًا جديدًا قد يثير دهشة القارئ، فيقول: قد يبدو هذا العنوان غريبًا للقارئ الذي عرف صورًا متعددة من العلاج الطبي والنفسي ولكنه لم يسمع يومًا عن العلاج الفلسفي!

الحقيقة التي ينبغي أن يعرفها الناس أولًا هي أن الفلسفة – كما هو معلوم – هي أم كل تلك العلوم التي ازدهرت في عصرنا. والحقيقة الثابتة أن العلاج بالفلسفة قديم قدم تاريخ الفلسفة نفسها. ويكفي في هذا الصدد أن تشير إلى ما قام به فيلسوف قدير مثل سقراط الذي قام بدور كبير في علاج معاصريه حينما نبههم إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في أنهم لم يبدءوا بمعرفة حقيقة أنفسهم وحقيقة ما يدعون العلم به قبل أن يتوجهوا إلى الآخرين معلنين أنهم قد عرفوا كل شيء وأمسكوا بكبد الحقيقة!
ويرى المؤلف أن أروع ما كُتب في الزمن القديم عن العلاج بالفلسفة ما كتبه “بوئثيوس” في زنزانته خلال الشهور التي سبقت إعدامه عام 524، حيث كتب سفرًا رائعًا بعنوان “عزاء الفلسفة”، فهذا الكتاب يقدم روشتة علاج هائلة لكل نفس بشرية تواجه ظروفًا استثنائية مثل ظروف مؤلفه الذي كان يواجه الموت فنجح من خلال تأملاته الفلسفية أن يرى الأشياء بحجمها الحقيقي إذا اختفت أمامه الصغائر، ولم يعد يرى إلا المعاني ذات الشكل والحجم والمقدار، ومن ثم فقد حول الفلسفة في العصر الروماني من صيغة فلسفية نظرية مجردة إلى شكل جديد يمكنه أن يتعامل مع المشكلات الإنسانية اليومية الخطيرة والدائمة.
وبعنوان “نحو إعادة بناء فكرنا التربوي للقرن الحادي والعشرين” يرى د. مصطفى النشار أن طريقة التدريس الحالية – كما يشهد على ذلك د. فاروق فهمي أحد خبراء التعليم في مصر – “ترتكز في الغالب الأعم على إعطاء كم معلوماتي هائل غير مرتبط مع نفسه أو مع بيئة الطالب”، وفي هذا الصدد كنت شاهدًا على ذلك حينما شاركت في تقويم الكتب الفلسفية المقررة على الثانوية العامة في التعليم المصري، وطلب منا حذف الحشو والتكرار وتصحيح الأخطاء العلمية التي أشار إليها التقرير الذي قدمته للوزارة.
ويؤكد المؤلف أن إعادة بناء تفكيرنا المعار ينبغي أن يبُنى على أساس إعادة التذكير للأهداف الأربعة الكبرى للتعليم، وهي كما لخصها “أدجار موران” في مقال له عن “إصلاح التفكير والتربية” في القرن الحادي والعشرين كما يلي: أن يكون العبرة في التربية بالكيف لا بالكم، التربية من أجل التعريف بمنزلة البشر في الكون، التربية والتعليم للحياة “أعلمه كيف يحيا”، وآخر أهداف التعليم هي تكوين المواطنين.
وفي ختام حديثه عن تطوير التعليم، خلص د. النشار إلى أن إصلاح النظام التعليمي إنما يبدأ من بناء الثقة بين أطراف العملية التعليمية وإعادة الثقة لكل هذه الأطراف ممكن بشرط أن يعمل الرجل المناسب في المكان المناسب بداية من وزير التربية والتعليم وحتى معلمة الروضة، فضلًا عن إصلاح المناهج التربوية وإعادة ممارسة الهوايات والأنشطة التقليدية وغير التقليدية في المدارس، واستبدال آليات التدريس الحالية بالآليات التكنولوجية الحديثة، وتدريب معلمينا في الدورات التدريبية على استخدام هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم.
إن من شأن كل ذلك أن يعيد الثقة في نظامنا التعليمي ويعود المدرس قدوة لتلاميذه يحترمونه ويقدرون علمه وخبراته، وتعود المدرسة مكانًا للتعليم والتربية وليست مكانًا للصراع والعنف.
وينقلنا المؤلف إلى مقال بعنوان “نحن وعصر الفلسفة التطبيقية” فيذكر: عادة ما كان ينظر الناس إلى الفلسفة باعتبارها دراسة نظرية رغم أنها لم تدعم ببعض التطبيقات العملية منذ نشأتها. وقد تغير الحال في العصر الحاضر، حيث بدأ التركيز على الفلسفة التطبيقية تلبية لحاجة الإنسان لتعميق بحثه حول قضايا ترتبط بوجوده وسط متغيرات سياسية واجتماعية وعلمية. إن الجديد في الدراسات الفلسفية التطبيقية المعاصرة، أنها تتجاوز النظرة المطلقة لمستقبل البشرية بعيدًا عن التفاؤل والتشاؤم.

العلاج بالفلسفة : فروع الفلسفة التطبيقية

ويضيف المؤلف: وإذا ما أردنا التعرف على بعض فروع الفلسفة التطبيقية في العصر الحاضر لوجدنا أن أبرزها يدخل في إطار ما يسمى فلسفة الأخلاق التطبيقية التي تعد من أكثر مجالات الفلسفة التطبيقية انتشارًا في الأوساط الفلسفية الآن، وتتناول العديد من الموضوعات منها: أخلاقيات البيولوجيا، أخلاقيات الاتصال الإلكتروني مثل أخلاقيات الإنترنت وأخلاقيات السايبر، وأخلاقيات طب المخ والأعصاب، وأخلاقيات الهندسة الوراثية، حقوق الإنسان، وأخلاقيات الأعمال، وأخلاقيات التسوق.
وإذا أخذنا أخلاقيات مهنة الطب كنموذج لهذه الموضوعات المهمة في علم الأخلاق التطبيقية نجد أنها عبارة عن مجموعة من القوانين واللوائح والأخلاقيات المتعارف عليها طبيًّا خلال ممارسة مهنة الطب، وهي أخلاقيات وقيم تم اكتسابها وتبنتها من قبل الهيئات الطبية على مدار تاريخ الطب، واستنادًا لقيم دينية وفلسفية وأخلاقية.
وفي ختام مقالة “نحن وعصر الفلسفة التطبيقية” يقول المؤلف: ومن أهم مجالات الفلسفة التطبيقية وأكثرها انتشارًا في الوقت الحاضر أيضًا فلسفة الحضارة وحوارات الحضارات التي تهدف إلى الإلمام بمعنى وتطوير فلسفة الحضارة والحوارات بين الحضارات عبر العصور بهدف القضاء على العزلة الحضارية والشوفينية الثقافية واحترام الآخر والحوار معه، وبيان أهمية التعددية الثقافية، وتعلم أدبيات الحوار بين المنتمين للحضارات المختلفة سواء في ذات العصر أو مع الحضارات السابقة.
كتاب العلاج بالفلسفة

وفي أولى هذه المقالات، جاءت مقالة بعنوان “العلاج بالفلسفة” وهو عنوان الكتاب نفسه، لكي يوضح علاجًا جديدًا قد يثير دهشة القارئ، فيقول: قد يبدو هذا العنوان غريبًا للقارئ الذي عرف صورًا متعددة من العلاج الطبي والنفسي ولكنه لم يسمع يومًا عن العلاج الفلسفي!

الرابط: https://sawtalaql.com/2016/08/blog-post_30.html

الكاتب: مصطفى النشار

تقييم المحرر:
10