الدافع النفسي عند أهل الفن والفلسفة .. بقلم : أحمد البقلي

·

·

,
الدافع النفسي عند أهل الفن والفلسفة

الفنان هو ذلك الشخص الذي يتجسد فيه الحس الجمالي ، فيبدو مرهف الحس قوي الملاحظة سريع البديهة يستنبط الجمال ويتتبع خيوطه في كل ما تقع عليه عينه ويتذوق الجمال في كل ما هو محيط به مادياً ومعنوياً ..


أما الفيلسوف فهو الإنسان القادر دائماً علي الدهشة والتعجب من كل ما حوله من احداث ، الشخص المتسائل بإستمرار عن كل ما يحيط به من عوالم
الباحث عن النتائج والعلل البعيدة للأشياء ..

وقبل ذلك هما يمثلان الأنسان السوي المتوازن ، ولكن هل هذه حقيقة ؟!
هل ما يصدر عن الفنان من جمال يجسده بين أيدينا يتحدث عن النفسية السّوية لديه ؟!
وهل ما يتحدث به الفيلسوف ويعبّر عنه وينظّر لهُ يُعبّر عن النفسية السّوية لديه ؟!

  • يرى البعض انّ سبب هذا الجانب الإبداعي لدي الفنان والفيلسوف ما هو إلا تضخماً مرضياً في الجانب النفسي ، وأنّ هذا التوازن الإبداعي والتنظيري ما هو إلا حالة من الهوس والمرض النفسي ، وانّ هذا البحث الدائم عن الابداع هو نتيجة الدوافع الجنسية والذاكرة المؤلمة وإلانطواء
علي النفس هي ما جعلته في دوامه من الألم والتّوجع .

  • ويرى البعض الاخر انّ سبب هذا الجانب الإبداعي لديهم هو حاله من الفرح والتفاؤل والرغبة الجمالية في انفسهم ، ويعبّر دائما عن ما في عقولهم من العلم والثقافة وتراكم المعارف والنظرة الجمالية لديهم تجاه هذا العالم . ودليل ذلك الشعور اللطيف لدي متذوق هذا الجمال والشعور الدائم بالفرح حين إلاطلاع علي العمل الفني او التنظير الفلسفي فُيرجع هذا الشعور الي الفنان او الفيلسوف.

  • ولكن ما يصدر دائما من شعور عن الفيلسوف او الفنان حين اصدار العمل الفني او التنظيري هو حاله من الألم النفسي والتوجع والإرهاق العقلي والصراع النفسي ويعوض ذلك بالعمل الفني .

فما سبب هذه النتيجة الإبداعية لدي الفنان والفيلسوف ؟ ،
او بمعني اخر ما هو الدافع الذي يجعل الفيلسوف والفنان يصدر عنهم هذا الابداع ؟!
ويجعلنا كبشر نُصنف هؤلاء هذا التصنيف كفلاسفة أو فنانين ..
ندع لكم البحث والرأي .