الشيخ حبيب الكاظمي |
في احدي محاضرات الشيخ حبيب الكاظمي قد تناول إشارة إلي ما يسمي بالطاعة التكوينية والتي أشار فيها الي كون الطاعة قسمين وافضي في شرح الطاعة التكوينية التي تتم بسبب الإرادة الإلهية في تكوين الكون والذرات … وقد جاء نص حديثه كما يلي
“السجود بمعنى الطاعة التكوينية الشاملة: إن السجود منتهى العبادة، ومنتهى الطاعة، كما قال الإمام (ع).. ويقول القرآن الكريم: {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}، ويقول في آية أخرى: {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ * وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}.. وعليه، فإن من الواضح أن القرآن الكريم، يعتبر الإنسان من الدواب، فهو من الدواب في عالم الخلقة.. وعندما يتناول القرآن الكريم الإنسان كإنسان، من دون اعتبار الخلافة الإلــهية، يعبر عنه بالدابة {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا}، وتنطبق هذه الآية أيضا على بني آدم.
فإذن، إن الوجود بتكوينه، وبمواده الأولية، وبذاته خاضع لله عز وجل.. والموجود الوحيد الذي له حق التمرد على رب العالمين، هو بني آدم بفعله لا بذاته.. فالذات هنا بمعنى الجوهرة، وبمعنى الوجود البدني كخلايا إنسانية، وما في الخلايا، وما في المخ، وما في العضلات.. فالإنسان الذي يمشي للحرام، عضلاته مطيعة لله عز وجل؛ لأن الله -عز وجل- أمر العضلة بأن تستجيب للأعصاب، أياً كان هذا العصب يريد أن يوجه الإنسان!.. وبالتالي، فإن هذه العضلة عندما تمشي إلى الحرام، فهي مطيعة لله عز وجل؛ لأنها مأمورة بالتنفيذ أياً كانت الأوامر، ومن كان صاحب التنفيذ.. نعم، هو بالسلوك والعمل والهيئة الخارجية، كعملية القتل والتجاوز والعنف والفساد، فالفعل مستند إلى بني آدم.. ولهذا يمكن القول بأن حتى الإنسان بتركيبته الظاهرية والباطنية، موجود متقرب إلى الله عز وجل”
فهل يوجد حقا طاعة تكوينية ؟ وهل هناك أيضا معصية تكوينية احلها الله بداخل الكون حتي يسير كما هو سائر فتضحي من نواميس الكون ؟!!
المصدر : شبكة السراج