أوجه طاعة ابليس لله عز وجل … وفك لغز القضاء والقدر.. بقلم عبدالحميد كرم
________________________________________________________
ان حديث الله عز وجل في القراءن الكريم عن كيف بدأ الخلق . يتجلي فيها صور عظمي لمفاهيم اعظم . ولعل من اجلها هو فك الالتباس في قضية القضاء والقدر .. و هل الانسان مسير ام مخير . وهل يخرج احدا من نطااق ارادة الله وان كان لايخرج فكيف يكون التخيير .
و إن كان مسير فكيف يكون اثبات العدل لله حين العقاب في الاخره ؟؟؟
نجد القصه القرئانيه تنبهنا الي العديد من المعطيات التي بها تكتمل معادلة فك الإلتباس .. وفي القصه شخصيتان عليهما قام الصراع الابدي بين الجنس البشري وبين عالم الشياطين .. وربما لم ينظر الكثير منا الي قضية القضاء والقدر الا علي مستوي حاله فقط ودائرة تعاملته .. وعلي نظرة الخير الاحق به والشر المسلط عليه . ولو نظرنا الي بداية ابانا ادم وقصته مع عدوه وعدو نسله وهو الشيطان . لوجدنها تجسيد للقضاء والقدر حيث فيها بداية ارادة الله منا نحن البشر وهي خلق ادم وتعليمه الاسماء كلها . وفيها نشأت الصراع الابدي بين بني ادم وابليس اللعين . فهي المبتدَئ لقضية القضاء والقدر بالنسبة لنا . في ثنايا القصه نجد امران مختلفان في اصلهما ومتفقان في فعلهما . نجد ادم ابو البشر يعصي امر الله عز وجل وياكل من الشجره وايضا نري الشيطان اللعين يعصي امر الله بالسجود لادم ويتوعده ويتوعد زريته . وتاتي لنا نفس القضيه وهي هل الانسان مخير ام مسير لتعرض نفسها بشده وتقول هل كان ادم مخير في اكله من الشجره المحرمه وخروجه علي امر الله؟ و إن كان مسيرا فلِمَ عاقبه الله تعالي وأنزله الي الارض واخرجه من الجنه ؟ وابليس اللعين حين خالف امر الله وتوعد ادم وذريته إن كان مسيرا في ذالك فلم اعد الله له جهنم ؟ وان كان مخيرا في ذالك وعصي امر الله هل معني ذالك انه خرج عن ارادة الله ؟ .. والغرض من عرضي لتلك القصه وتفنيدها هو ان مبتغاها ومقصود ارادة الله منها معروف لدي عامة المؤمنين بالله وبرسوله محمد عليه افضل الصلاة والسلام .. لان الفيصل في القضية كلها هو الاراده الإلاهيه والمشيئه الربانيه .. فنري اليوم من يعلق علي المشيئه الإلاهيه كل اخطائه ويقول ما باليد حيله انها اراده الله وقضائه … ونري اخر يقول ان الإله ظالما (تعالي رب الوجود عن ذالك طبعا ) كيف يفرض بمشيئته ان اظلم وأُجر للمعاصي والاثام ثم ياتي ليعاقبني .. ونري فاشل اخر يقول ان كل شيئ احبه لا اصل اليه لان الله اراد ان ابقي في حالي هذا لان هذا هو الخير ويقتصر عدم نجاحه وتقدمه فقط علي الاله .. وهذا برمته خطأ وادي بالكثير الي تبرير فشله والقي بالكثير الي نفق الالحاد المظلم المنتن .. فلننظر الان الي حقية غائبه عن كل من يتفوه او يعتقد بقلبه في الامثله المذكوره سالفا .. الا وهي حقية طاعة الله من قبل ابليس اللعين ! . نعم لقد اطاع ابليس اللعين الله عزوجل ولكن في ماذا ؟ في الإراده التكوينه التي ارادها الله عز وجل وعصااه في الامر التكليفي الذي كلفه الله عز وجل لهذا الشيطان الرجيم .. ماذا تقول الاراده التكونيه ؟ تقول الاراده التكوينيه انه لابد من خير وشر لابد من انصار ضلال وانصار حق فهنا اطاع ابليس امر الله التكويني واصبح هو وباختياره مصدر الشر ومصدر لكل انصار الضلال … نعم لقد اطاع امر الله التكويني واراده الله باختيااار حر منه هو .. ولا بجبر عليه من قبل الخالق الاعظم .. فهنا تتجلي العلاقه الدقيقه بين الاراده والاختياار . ولننظر الي الشخصيه الثانيه وهو ادم ابو البشر هو ايضا عصي الله عز وجل في الامر التكليفي . وهو ان الله كلفه بعدم الاكل من الشجره . ولكن انظر معي وتامل ستجد انه نفذ امر الله وارادته حين اكل منها حيث لو لم ياكل ادم من الشجره ما كان البشر وماكانت الارض وماكان عالمنا الذي نحن به الان . وهذا العالم كان بارادة الله عز وجل فأدام وباختيار حر منه عصي امر الله التكليفي ونفذ امر الله التكويني . فهنا نري العلاقه الدقيقه بين ارادة الله وبين اختيار المكلف بتنفيذ امر الله .
وهنا ومن خلال تلك المعطيات نستطيع الاجابه عن سؤال هل يخرج احدا عن نطاق ارادة الله وان كان لايخرج فكيف يكون التخيير ؟؟؟
الاجابه ببساطه ان اراد الله لاتتنافي مع الحريه التامه والاختيار التام للافعال من قبل العباد وحديثنا في قضية ادم وابليس قد اوضح ذالك حيث ان ابليس اختار بارادته وباختيار حر لم يجبر عليه وهو اختياره دور الشر . وهو ايضا لم يخالف ارادة الله فارادة الله للكون ان يكون هناك مصدر للشر وباختيار ابليس صار في نهج الشر وتبني تصديره في العالم ..
فإرادة الله عز وجل كليات وعموميات كمثل خلق الجنة والنار والغايه منهما العقاب والثواب والاراده الإلاهيه ان يكون هناك فريق خير وفريق شر .. ولكن ارادتك انت هي وحدها ما تجعلك تنضم الي معسكر الخير واصحاب الجنان او تلقي بك الي معسكر الشر واصحاب النيران . ارادة الله هي وجود خير وشر . اما الاختيار فتركه الله لك اما ان تكون هنا او هناك .
وقد يتبادر الان الي ذهنك سؤال كيف القول ان الله ترك لي الاختيار الحر تمااااما في الانضمام الي الخير او الشر وهو كتب عنده قبل ان أولد إن كنت انا شقي ام سعيد وإن كنت مؤمن او كافر وإن كنت من اصحاب الجنه ام النار ؟؟؟
والاجابه بسيطه وامام عينك دائما ولكنك ربما لاتراه .عزيزي اتفقنا ان الاراده لاتخالف التخيير ولكن اعتقادك بان الله كتب ان كنت شقي ام سعيد يدل علي عدم الاختيار . هذا اعتقاد لا اساس له من الصحه كما الصوره التي في ذهنك . لان من يسال بمثل هذا او يعتقد.. اذا الصوره في ذهنك ان الله اتي بفلان ابن فلان مثلا قبل ان يولد وقال للملائكه اكتبوا انه عاصي وقدرو عليه ان يعصي وارادتي القويه ستجعله يعصي ولا ينجح ولا يفعل الخيرات ولا ينال المرادات .. وهذه عزيزي صوره تتنافي مع حقيقة عدل الله عز وجل اذا ما هي الصوره الصحيه ؟؟؟
الصوره الصحيحه لموضوع ان الله كتب عنك كل شيئ قبل ان تولد هي صوره ليست جبريه اطلاااقا ولكنها صوره علميه … ما علميه . اي بمقتضي علم الله عز وجل اي ان الله عز وجل يعلم ماذا ستفعل وماهو فعلك لان الله هو الخالق الاعظم وهو الاله الاوحد وهو عالم العلوم لاتدركه الابصار ويدرك الابصار .. ولتقريب هذه الصوره فيما يخص علم الله وانه كتب افعالك لانه عالم بها وليس لانه جبرك عليها اقتبس مثلا سمعته من امام ائمة الدعاه الي الله الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه حيث ضرب مثلا لتقريب المسأله وقال لو ان لك طفلين طفل يحب الحلوي واللعب وغيرها .. وطفلا يحب الدراسه او المدرسه وكذا … واعطيت لكل واحد منهم نقودا .. فانك تعلم وتستطيع ان تكتب ان الطفل الاول سيشتري بهذه النقود الحلوي وسيلعب بها الالعاب ذات التذاكر مثلا .. وتسطيع ايضا ان تكتب ان الطفل الاخر سيشتري ما ينقصه من كراسات واقلام لكي يظهر باحسن حال امام مدرسه وبداخل مدرسته … ثم يفعل اطفالك كما توقعت تماما وكما كتبت وانت الفقير المخلوق وعلمت ما سيفعل اطفالك وسجلته فما بالك بالخالق ؟.. فالله كتب افعالك بعلمه انك ستفعلها لا بقدرته علي اجبارك لفعلها …
ما نخلص اليه الان وان شاء الله للحديث بقية ان وجد للعمر ايضا بقية .. نخلص الي أن الكون كله يطيع الله في ظل ارادة الله وان الانسان مخير لا مسير مخير في ان يختار النجاح او الفشل اما ارادة الله فهي من وضعت النجاح والفشل وانت من اخترت كيف تنضم والي ماذا تنتمي وصدق الله اذ قال وهديناه النجدين ..
عبدالحميد كرم