حقيقة السحر وتأثيره علي الإنسان

 

حقيقة السحر وتأثيره علي الإنسان : إن السحر موضوع شائك ويسبب حالات من الرعب النفسي حيث أنه عالم خفي , من منا لايخشي تعويذة سحرية قاتلة , أو طلاسم سحرية قد تغير مسار حياته أو تفقده شيئا عزيزا عليه .

 

ولكن السؤال الان هو السحر له وجود ؟ أم أنه ضرب من ضروب الخرافة ؟ هل التعويذات السحرية والأعمال المدفونة بداخل المقابر والبحار ,حقا لها تأثير سحري علي المسحور , أم انها مجرد طلاسم وتعويذات ملقي بها داخل تلك القبور وفقط  وليس لها تأثير علي الواقع ؟!

دائما ما نسمع جملة رهيبة : حقيقة السحر أنه مذكور في القران , هل فكر أحدنا في مواصفات السحر داخل القران ؟ هل تدبرنا أيات ذكر السحر في القران حتي نفهمها ونفهم ماهو السحر المذكور ؟ وهل ذكر القران السحر بمعناه الشائع الان من الأعمال وغيره , أم ان السحر المذكور في القران سحر مختلف عن الشائع لدينا اليوم ؟ وما حقيقة السحر ؟

حقيقة السحر : ماهو السحر

السحر يقصد به كل تغير خفي سببه وتغير عن طبيعته . فأي شيئ تغير عن الطبيعة الخاصة به دون سبب ظاهر واضح يسمي سحرا , و حقيقة السحر هو استخدام الشياطين والجن في ضرر العباد والتفريق بين الأزواج وغيرها من الأمور والأضرار التي سنتناولها في رحلتنا عن السحر واستكشافه بصوت العقل .

وهناك من يعرف حقيقة السحر علي أنها : عزائم وطلاسم ورقي تؤثر علي الإنسان المراد سحره ,وتلك العزائم والرقي والعقد توجه لأجل ضرر العباد في العمل والحياة الشخصية .

 

ولكن هل حقا تلك التعريفات للسحر هي تعريفات للسحر المذكور في القران أم أن مواصفات السحر المذكور بها غير مواصفات السحر التي ذكرها القران ؟

مواصفات السحر في القرآن الكريم

إن التعريفات السابق ذكرها والمتداولة عن حقيقة السحر لاتخلو من التهويل , فالسحر ليس قوة مدمرة لايمكن ايقافها , ولايمكن فك طلاسمها , وليس كل تغير مخفي السبب يكون سحرا .

وليس للساحر أصلا تغير قدر الله والتحكم بالعباد والتحكم بعلاقة الرجل بزوجته أو التحكم في عمل الإنسان وحياته .. وإن كان هذا ممكنا فماذا تركنا لله ؟؟؟ إذا كان الساحر يفعل كل هذا فماذا يفعل الله ؟؟

 

يقولون : السحر هو طريق للفساد وسبب للضر بين العباد , وهو فوق ذالك كله سبب للكفر بالله سبحانه وتعالي والخروج عن دينه وشرعه .

وهذا الكلام عن حقيقة السحر صحيحا حيث أنه طريق للفساد والضرر بين العباد حقا , ولكن هناك الكثير من الأمور التي تشكل نفس الخطر ولكن لا تحيط بها كل تلك الأهوال والمخاوف التي زرعت فينا تجاه السحر .

 

مثل شهادة الزور : فهي طريق للفساد والضرر بين العباد .. ولا يحيط بها كل تلك التخوفات النفسيه المرعبه التي تحيط بالسحر .
ومثل الفتنه : فهي أيضا طريق للفساد والضرر وقد قال الله عنها أنها أشد من القتل ولكن لا يحيطها الرعب والخوف مثل السحر .
وغيرهما الكثير من المسائل ..

حقيقة السحر ومدي تأثيره

لم يذكر القران أن السحر قوي خفية لاتقاوم ولكن تم تصدير هذا المفهوم والشعور المرعب عن السحر من قبل البعض , سواء كان عمدا أو دون قصد .

حيث اعتمد ذالك المعني المغلوط كثيرا من من تكلموا عن حقيقة السحر لكي يلقوا بخوفهم النفسي علي من يستمع إليهم , وصوروا السحر علي أنه أخطر الأشياء الموجودة علي وجه الأرض , وتلك المغالطات صادرة عن مخاوف نفسية دفينه لمن يقولها .

تعريف الرازي لـ حقيقة السحر

المعني السابق ذكره للسحر تنبه له الرازي حيث قال في تعريفه ” هو كل أمر خفي سببه وتخيل علي غير حقيقته , ويجري مجري التمويه والخداع ” .

ويتفق معه القاضي عبد الجبار الذي قال عن حقيقة السحر : “أن السحر في الحقيقة لايوجب المضره , لأنه ضرب من التمويه والحيله ”

فليس معني أن السحر مذكور في القرأن أنه بالمعني الذي تم تصويره لنا . أو أن الساحر يقدر علي ضر العباد والتفريق بين الأزواج , هو فعلا مذكور في القرآن علي أن السحرة يريدون التفريق بين الازواج وغيرها من الأفعال ولكنهم لا يقدرون علي ذالك ولايستطعون فعل أي شيئ وهذا ما سنذكره في العناصر القادمة .

القرآن يوضح أن السحر خيالات وليس حقيقة

من أهم الصفات التي وصف الله بها السحر والساحر وبين فيها حقيقة السحر :  أن العملية كلها مجرد خيالات وأوهام وخداع نفسي , يقوم به الساحر ليخدع ويخيل للناظرين أن الأشياء قد تحولت بدون بسبب إلي أشياء أخري حيث قال الله عز وجل : ” قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) ” سورة طه .

الله وصف ما يقوم به الساحر من أعمال سحرية وغيرها بأنها مجرد خيالات تدخل النفس وتصدقها العين أي أنها “خدع بصرية ” لاأكثر ولاأقل .. ولو كان السحر حقيقة فعلية فلم قال الله يخيل إليه من سحرهم أنها تسعي ؟ ولم يقل رآها تسعي ؟!! فـ حقيقة السحر أنه خيالا .

وما يوضح أيضا أن السحر ليس حقيقة كما جاء في القران أيضا عن السحر : حيث قال الله عز وجل أن الساحر لايمكنه فعل أي شيئ ولا ينجح في أي محاولة حقيقة يقوم بها , فقط ينجح في الخيال والخداع البصري ليس أكثر من ذالك  .

ويتضح هذا فيما جاء في القرآن الكريم عن أفعال الساحر وأنها تبوء دائما بالفشل حيث قال الله عز وجل ”  إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) ” سورة طه .

السحر المذكور في القرآن لايتحكم في حياة الإنسان

حين تحدث القران عن حقيقة السحر كان واضحا في التصريح بأن الساحر لايمكننه أن يغيير مصير وحياة الإنسان البته . وجاء ذالك في أكثر الأيات التي يعتمد عليها من يهول الساحر والسحر ومن يدعي بأن الساحر عنده القدرة علي تغيير مصير وحياة الأنسان وهي أية سورة البقرة التالية :

” وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ” البقرة : (102)

في تلك الايه التي تتحدث عن ما يريد الساحر فعله من التفريق بين الأزواج والضرر علي العباد .. ولكن لم تنص الأية الكريمة اطلاقا علي أن تلك الأفعال التي يريد الساحر القيام بها , ممكن أن تتم وأنها تقع وتصح .. بل في الأيه السابق ذكرها عن كيد الساحر .. يقطع القرآن القريم بأن الساحر لايفلح حيث أتي .. بمعني أنه لايمكننه تنفيذ تلك النوايا الخبيثة التي ينويها .. من التفريق بين الازواج وغيرها .

تأمل معي قول الله : “وماهم بضارين به من أحد ” وقوله ” ولايفلح الساحر حيث أتي ” .
نعم السحر ذكر في القران ولكن ذكر في القران أنه لايفلح وأنهم ما ضارين به من أحد أصلا .

ماذا لو أن السحر حقيقة فعلا وأفعال الساحر تعطي نتائج ؟

لو كان الساحر بأعماله وطلاسمه التي تلقي في المقابر وفي البحار له تأثير وفعلا يستطيع تغيير مصير الأنسان أو الأزواج أو عنده القدرة علي وقف حال الإنسان وجلب الحبيب وتفريق الأحبه .. لو كان يستطيع فعل هذا فهناك مجموعة من التساؤلات له ولك عزيزي أرجوا الإجابه عليها بصدق :

والآن قد انتهينا من الرسالة الأولي التي نفتتح بها رسائل حقيقة السحر وعالم الجان , وفي المقالات القادمة سنتحدث عن حالات اللبس وعن التصرفات الغريبة التي يصدرها الذي يدعي أنه ملبوس أو مسجور وعن الأعمال والصور والنقوش التي تلقي في القبور حتي تنجلي الحقيقة التي يناديها صوت العقل ….. تحياتي

2 Responses