• لبول باسكون

مقدمة

يمر تقدم المعرفة عبر مراحل متناقضة من التطمين والإرباك؛ فالباحث،كغيره، يحاول الفهم، أي إيجاد الجواب الشافي للتساؤلات التي يطرحها على نفسه، لأن ذك يزيح ظنونه ويجعله في حالة من الرفاهية الفكرية، فالإحاطة بقضية أو الجواب عن سؤال ما، كثيرا ما يختزلان في افتراض بسيط، أو تفسير بعوامل ومسببات أو متغيرات ترضى الضمير، إذ توقفه عن التساؤل بمجرد الإفصاح عنها.
فالباحث الذي ارتمى بشكل محمول على البيبليوغرافيا والمنهج دونما تحديد مسبق لطريقة ينسق بها مراحل عمله فهو بهذا يظل مهددا بالسقوط في جو من الارتباك دون أن يمنح لنفسه سبل التخفيف منه.
فيجد نفسه بعد مدة، ضائعا وسط زحمة من الأفكار والوقائع أو المناهج التي تتأرجح بين التناقض والمتفصل حتى إذا أدركه الوقت، عمد قدر المستطاع إلى انتقاء وترتيب كل ما حصل لديه من معلومات أو كل ما احتفظت به ذاكرته بخصوص موضوع بحثه.
فالتجربة أظهرت فائدة احترام عدد من الأطور دون الإخلال بتسلسلها؛ وهذا أمر يتعلق على الأقل بتجارب البحث الأولى، إذ يبقى من البديهي، في غير هذه الحالة، أن لا غنى لكل باحث عن تجربته الشخصية.

وانطلاقا مما سبق، يمكن لنا أن نحدد تعاقب أطوار البحث على الشكل التالي:

  • أ- تعريف الموضوع
  • ب- حدود الموضوع
  • ت- رصد المراجع
  • ج- البيبليوغرافيا الخاصة
  • ح- قراءة الوثائق الأساسية
  • خ- توضيح الإشكالية
  • د- توضيح المنهجية
  • و- تنظيم العمل والدراسة
  • ى- تحرير البحث
  • م- العرض والاستنساخ.

1- تعريف وتحديد موضوع البحث.

حالما يتم الاختيار يصبح موضوع البحث نقطة مركزية، فيغرو الفكر ويستحوذ على الاهتمام؛ فيغدو لزاما على رجل العلم، إدخال شيء من النسيبة فورا على ذلك الموضوع بربطه بالزمان والمكان وكذلك الفكرية السائدة. مما يعنى إدراك المستوى الذي يشكل فيه موضوع البحث جزءا من كل، منبثقا عن حقل أوسع، ويعني أيضا، وجوب تمييزه وتوضيحه حتى تتم دراسة أعمق الحقل بالذات.
وجب علينا إذن، تحديد موقع هدفنا في السياق العام، وتوضيح ماهية الحلقة أو الحلقات التي نظن أن بوسعنا إضافتها إلى السلسلة القائمة، ذاك هو هدف المقدمة من خلال توضيح الأفكار ومدى الاهتمامات ومستويات التطلع إلى الإجابة عن اللغز، من التوصل إلى الجواب الشامل من جهة، وعن التساؤلات التي ما زالت تظهر لنا معلقة من جهة أخرى.
فإذا استعرضنا مواضيع البحث التي ينصب عليها الباحثين حاليا نجد معظمها يثير مباحث واسعة جدا من ناحية الزمان والمكان والموضوع. مثلا: لا يمر أسبوع واحد دون أن استقبل في مكتبي باحثا يقول بأنه منكب على دراسة التشكيلة الاجتماعية في مغرب ما قبل الاستعمار، في مدة لا تتجاوز السنتين على أكثر تقدير. فما عسانا ننتظر إذن من مثل هذه “المحاولات الأدبية” إلا إذا تعلق الأمر بفكر نابغ، مطلع على كل ما كتب في الموضوع، سيقلب جميع تصوراتنا السائدة ؟؟.
أليس من الأسلم بالنسبة للباحث الذي يهيئ رسالة أو دبلوم الدراسات العليا أو أطروحة السلك الثالث، أن يعمل على إبراز حقائق جديدة أو أفكار أصلية بخصوص كاتب أو منطقة ما، أو أن يتعمق في ميدان البحث انطلاقاً من وثائق وأبحاث مدنية، من التجريد.

2- تصورات ومفاهيم:

كثيرا ما تكون العبارة التي أدخلت في العنوان مجرد فكرة عامة وإرهاصا أو تصويرا تاما يبقى بعيدا عن المستوى العلمي للمفاهيم. وبدون أن ندخل في تحاليل منطقية أو ابستيمولوجية لنقل كل بساطة ممكنة، أن التصور هو عبارة عن مجموعة من الصور والتمثلات الحدسية القليلة الوضوح والاكتمال. فالحديث العادي يستخدم التصورات، وتغزو الملافظ الإدارية فكرنا ممررة لجملة من التصورات المتباينة في الدقة والوضوح.
“الإصلاح الزراعي”
يمكن إذا، استعمال نفس الكلمة لأغراض سياسية أو دعائية أو فقط بسبب تكاسل فكري، إلا أن التحليل العلمي لا يقبل بتاتاً مثل هذه التأويلات.
ويقضي أول تعميق للتصور، بالانتقال من مستواه العادي إلى مستوى المفهوم. وهذا الخير يعني بصفة عامة، تحديدا لخصائص التصور؛ وهو يمكن من تمثيل دقيق لوقائع معقدة بعد أن أزيحت الواجهات المغلوطة والأوهام التي ترافق التصور في كثير من الأحيان، فالمفهوم هو عبارة عن فكرة عامة، مجردة ودقيقة، ناتجة عن جهد في تحديد الخصوصيات.

3- حدوث موضوع البحث:

للمبحث ثلاثة أبعاد رئيسية،كما رأينا من قبل: زمانية ومكانية وموضوعية. من مصلحتنا دائما تحديد واحد من هذه الأبعاد الثلاثة على الأقل أو لاثنين منهم في الغالب.
فإذا كان موضوع دراستنا مثلا هو “القرض” فمن الصعب أن متى يجب علينا تحديد الموضوع؟ أن تحديده يسمح لنا بتأطير المعلومات، فإذا ينبغي عدم التماطل في التحديد حتى لا نضيع الوقت في جمع معلومات أو وثائق لن يتم استعمالها (مبدأ توفير الوقت). وبمقابل هذا، يجب عدم الإسراع في تحديد الموضوع، لأن هذا قد يؤدي إلى الانزواء في طريق ضيق، قد تكلفنا محاولة الخروج منه إضاعة وقت ثمين، إذ يتعين علينا مثلا، قراءة ما سبق قراءته أو عبور مسالك سبق المرور منها لفحص كل المحتويات بعين جديدة.

4- تعيين مصادر الإعلام:

قل الدخول في مرحلة البحث البيبليوغرافي، يجب التذكر بأن المعلومات المنشورة ليست إلا الجزء القليل من الوثائق الموجودة لذا فإن المعرفة الأكثر اتساعا للأشخاص، وللتقارير المرقنة أو للوثائق المطبوعة بالمستنسخة، يمكن بل يجب في كثير من الحيان أن تسبق قراءة المقالات والكتب فالبحث يتقدم قبل كل شيء بممارسة الباحثين والمجربين الذين يدونون ملاحظاتهم وخلاصاتهم المؤقتة في وثائق خام تنشر على مستوى ضيق قبل أن تسلم إل هيئات التحرير في المجلات.
وهكذا وجب تشجيع كل من يباشر بحثا ما على محاولة التعرف على أكبر قدر ممكن من المعلومات الموجودة حول موضوع بحثه، مما قد يساعده في مرحلة أولى على القيام بتقييد كامل للبيبليوغرافيا.

5- البيبليوغرافيا العامة:

أ- هناك نوعان أساسيان من البيبليوغرافيا، نوع يكون بمثابة سند للأدوات النقدية وللحجج التي يقدمها النص سواء كان مقالا أو كتابا، ومع ثاني يقدم القائمة الأكثر شمولا للوثائق المتعلقة بموضوع أو بناحية جغرافية ما.
وبينما يكون النموذج الأول مرتبطا بالنص، وبالتالي لا تراجع فيه البيبليوغرافيا إلا إلى المؤلفات المطلع عليها، يميل النموذج الثاني، على عكس ذلك، إلى الإحاطة والإشارة إلى جميع الوثائق المعروفة سواء تم الإطلاع عليها أم لا.
ب- وبطريقة أخرى، يمكن أن نميز في البيبليوغرافيا أربعة أنواع من الوثائق:
  • 1) المخطوطات 
  • 2)المطبوعات المحدودة السحب
  •  3)المقالات 
  • 4) المؤلفات.
ج- ولكي تتم إقامة البيبليوغرافيا، فإن من مصلحتنا دائما البدء بتكوين مجدة أي نقل اسنادات المؤلفات في جدادات ذات حجم منمط مع الحرص على عرضها بطريقة مضبوطة.

6- البيبليوغرافيا الخاصة:

وهي التي تتعلق بموضوع البحث. إن هدف الدراسة البيبليوغرافية هو حصول المعرفة ما قاله الآخرون حول نفس الموضوع. طبعا، أن لم يكن الأمر يتعلق ببحث للتأكيد فلا داعي للتركيز فقط على الوثائق التي تعالج نفس الموضوع في نفس الزمان والمكان. وهذا عموما شيء ناذر.
والبيبليوغرافيا هي من أغلب الحيان، تمهيد مقارن في ما يخص الزمان والمكان أو بخصوص حقل البحث. فليس للشمول التام من معنى إلا إذا كانت الدراسة البيبليوغرافية هي نفس موضوع البحث.
ومن السبل العلمية في هذا المجال، أن ينطلق الباحث من المفاهيم الأساسية التي درسها عند تعريفه للموضوع، ليسأل الأشخاص المتضلعين قبل غيرهم، عن الخطوط العريضة للبحث البيبليوغرافي.

7- قراءة الوثائق:

من البديهي أن المقصود من تكوين البيبليوغرافيا هو قراءتها فلا داعي إذن، إلى رصد لوائح طويلة لكتب ومقالات لن نتمكن من قراءتها. لهذا ففرز البيبليوغرافيا للاحتفاظ بما هو مهم فيها دون غيره يعد مهمة لازمة حتى ننتقل إلى قراءة ورصد المعلومات التي تحويها تلك الوثائق كمرحلة أهم.

8- ورقة البحث:

يمكن الاقتصار على قراءة العنوان، واسم المؤلف، وتاريخ الصدور ثم نقدر حجم المؤلف. وهذا ما نقوم به عند إنجاز الجدادة البيبليوغرافية.
ومن الممكن كذلك تصفح المكتوب، وقراءته بسرعة أو الإطلاع على قائمة المحتويات، حتى تحصل لدينا فكرة عن مضمونه وسنذهب أبعد من هذا إذا نحن قرأنا مقدمة وخاتمة الكتاب مع بعض الصفحات التي قد تحتوي على استدلالات إضافية نحصل عليها بفضل قراءتنا لبداية ونهاية المؤلف.
أما المرحلة اللاحقة فهي القراءة الكاملة مع بعض التعليقات القصيرة التي نخطها بالقلم هامشا، بجانب الفقرات المهمة مشيرين بعلامات التعجب إلى الإضافات الجديدة، وبعلامات الاستفهام إلى المواقف التي يجب مناقشتها، أو بكل نوع من الإرشادات الشخصية الأخرى. وفي الخير تأتي ورقة البحث النقدية.

9- الإشكالية:

يعتبر التساؤل بمثابة العملية التي نحول بها موضوع البحث إلى جملة من الأسئلة الدقيقة. هناك حل عملي يمكن في صياغة هذه الأسئلة بشكل واضح في هيئة جمل استفهامية. نبدأ من مستوى السؤال الخام الذي البحث، ثم نتدرج بعد ذلك إلى مستوى تساؤل أكثر دقة على شكل أسئلة فرعية. فنجد أنفسنا في آخر الأمر وقد وضعنا أمامنا جملة من الأسئلة الواضحة والبسيطة، فنستطيع بهذا النظر فيما إذا كانت الوسائل التي تتوفر عليها ستسمح لنا بالجواب عن التساؤلات التي عبرنا عنها.

10- المنهجية:

بعد تحديد الإشكالية والتعرف على المؤشرات والمتغيرات يمكن لنا، بل ينبغي المرور إلى مرحلة دراسة وتقييم المناهج التي قد تمكننا من الحصول على المعلومات اللازمة.
فكل بحث خاص هو قبل كل شيء بحث في المناهج، حيث أن دور الباحث هو بالدرجة الأولى اختيار ووضع المناهج اللازمة لتقييم وتعيين وعد المتغيرات والمؤشرات التي تكون موضوع دراسته.
كما أنه ليس هناك أي منهج صالح لكل زمان ومكان.
فحين يتعلق الأمر بأعمال ضخمة، كتاب أو أطروحة تتطلب أبحاثا واسعة خلال عدة شهور، بل عدة سنوات، يكون الخلط مؤكدا، والنتيجة دائما أقل من المعلومات المجمعة. فلا ندري جيدا من أين أتتنا الأفكار وفي أي مكان اخترنا ملاحظاتنا، أو بأي طريقة نلم أو على الأقل نغطي كل الجوانب في عرض واقعة ما. فكثيرا ما نرغم على إعادة قراءة ما سبق لنا أن قراناه وعلقنا عليه، أو أننا ننسى كتابا مهما حرصنا من قبل على قراءته والإثارة إليه. فمن اللازم إذن، التوفر من البداية على مبادئ للترتيب وعلى طريقة دقيقة للاختزان والإطلاع على الوثائق.

11- إطار المنهج:

تمكن المسألة الحساسية في اختيار سند أو دعامة لعملية الاختزان وفي وضع نمط منهجي ذي مرونة كافية قابل للاندماج دون صعوبة في العادات اليومية. ولأسباب واضحة، من أجل اقتصاد الوقت، يقضي أحسن الحلول باختيار نظام توضع فيه المعلومات مرة واحدة، لتشكل مدونة قارة، وحيدة يسهل الإطلاع عليها.
وحتى يكون لهذه المدونة كل الإيجابيات التي ذكرنا من قبل، من اللازم أن تسجل فيها المعلومات وسط ظروف مواتية فيما يخص الهدوء والوقت الكافي، والمقر أو المتطلبات التي تكون دائما متشابهة. كل هذا يعني باختصار الجلوس وراء مكتب. إلا أن الباحث في العلوم الإنسانية قليلا ما يتواجد خلف مكتب أو بالمختبر. فهو يحصل على معلومات أكثر من الحقل والمعمل أو الشارع ومن الحوار أثناء اللقاءات أو الأبحاث الميدانية.

12- المنهجية:

التصميم هو مجموعة تمفصلات السرد المتعلق بالأفكار والمعارف التي نريد تقديمها حول موضوع البحث. فعملية التركيب تجعل الحصيلة الكاملة للمعلومات التي يحتويها المؤلف في آخر الأمر أقل بكثير من التي تشعلها المدونة الأساسية، إلا أنها تبقي منتقاة ومنظمة بأسلوب آخر، في شكل يراعي الأعراف والمتطلبات القراء الذين يراد التوجه إليهم، أو بصيغة شخصية ترمي إلى خلق أساليب وأعراف جديدة.
يمكن اعتبار التصميم كسلسلة من الطلبات الموجهة إلى المدونة، والتي تفتح القدر اللازم من الأبواب والفصول والفقرات التي تستوجبها البلاغة.
فالتصميم وحده هو الذي يسمح باستيعاب الموضوع والقيام بتفكير محكم؛ إذ بدون تصميم تبقى الفكرة تائهة، مفككة وغالبا ما تفقد نفسها بسرعة.
يمكن أن نرى للتصميم ثلاثة وضائف:
• توجيه الأفكار
• تجنيد الوقائع لمساندتها
• التهيئ للتحرير
ولكي يتمكن الصميم من التوجه بالسؤال إلى المدونة ينبغي أن تكون هناك مجدة…

13- المجدات:

بمخالطة الباحثين، ندرك بسرعة أن المجدات تحتل نقطة مركزية ضمن اهتماماتهم، فتغدو بمثابة كنزهم، وتشكل بذلك سببا في همومهم. فهم يأملون عبثا أن يجمعوا فيها كل شيء، غير أنها أبعد من ذلك لصغر حجمها؛ يأملون أيضا أن يجدوا فيها  كل شيء، ولكن الجدادات كثيرة العدد، والكلمات المتصدرة لا تغطى إلا بصفة ضئيلة، الحقل الصالح.
عندما يستخرج باحث ما من مجدته جدادة تنير بشكل بارع المشكل المطروح، فلا تغلطوا! أنه يعرفها؛ لقد استخرجها من علبته السحرية مرارا، فهو على علم تام بوجودها. ومن هذه ليست أفضل المجدات. أن المجدة الجيدة هي التي تعطيك جدادات نسيتها، وتجيب بسرعة على تساؤلك بدقة من خلال مجموعة من جدادات القراءة تتعلق به بصفة مباشرة.
عندما نغرض المعلومات في المدونة، نترك في الهامش بعض الكلمات المتصدرة لكي نظهر محتوى النص، ثم نقوم بقراءة سريعة لليومية أو للصدريات، المكتوبة في الهامش، مسلحين في ذلك بالتصميم، فننجز بعد هذا جدادات لا تحمل إلا صديرات التصميم المدقق وعنوان الإعلام، أي رقم الصفحة في اليومية أو المدونة. وبالمقابل يستنجد التصميم عند التحرير بالجدادات المصففة في المجدة حسب الحروف الأبجدية، في حين ترجع الجدادات إلى اليومية.
يكون التحرير انطلاقا من اليومية، فليس هناك إذن، أي نقل للمعلومات حتى ولو وضعت في المدونة منذ سنوات خلت، مما يشكل اقتصادا للوقت، وكذلك أكبر تخفيض ممكن للخسارات والانحرافات.

14- المسودة:

وهي الوثيقة النهائية التي يقدمها المؤلف للاستنساخ وكثيرا ما لا يكون لها من المسودة إلا الاسم لأن المؤلفين يستعملون اليوم المرقنة بشكل متزايد. وعرفا، نسمي نسخة الرقانة الأولى التي تعطي للمطبعي؛ وهي عبارة تؤدي معنى كلمة المخطوط.

15- الإستشهادات والمراجع في الوثيقة النهائية:

ينتمي الاستثهاد وإسناد المراجع التي ليست من وضع المؤلف، إلى الجهاز النقدي والبلاغي المتفق عليه في العلاقة العلمية.
ولإقناع القارئ يرتب الكاتب علميا عرضه للوقائع مع التذكير بضمانات صحتها وهذه الوقائع هي مثلا ملاحظات شخصية، عند ذلك يجب عليه أن يتحدث عن الظروف التي تمت فيها تلك الملاحظات.كما قد تكون تلك الوقائع ملاحظات وآراء لأشخاص آخرين؛ فيلزم آنذاك ذكر النص بدقة، ومصدره ثم الإسناد.
والاستشهاد عبارة على مجموعة من الكلمات المستخرجة من نص لمؤلف يراد تكليفه بدور ما في النص الشخصي يجب احترام عدد من القواعد حتى يتم قبول الاستشهاد من طرف القارئ:
– يكون الاستشهاد مفهوما في حد ذاته، أي أنه يشكل كلا مفهوم.
– يجب احترام فكرة الكاتب، وعند التفصيل ينبغي عدم تعريض ما قاله المؤلف لتحريف مقصود أو غير مقصود فإذا كان إلغاء النفي يعد تشويها عن وعي، فإن حذف مقترحات غير مباشرة ومشتقة تدخل بعض المفارقات البسيطة، هو أيضا مذموم.
-يقدم الاستشهاد بين مزدوجتين، وإذا كان طويلا، توضع المزدوجتان في بداية كل سطر للتنبيه إلى كون النص مازال استشهادا.
– عندما يوضع الاستشهاد في نص آخر، يكون من اللازم في بعض الأحيان تقويم بعض الكلمات حتى يكون النص الجديد صحيحا من الناحية النحوية. وتوضع هذه التصحيحات بين قوصين: مثلا:
– عندما يلزم إزالة بعض الكلمات الخارجية عن الموضوع وبداية أو وسط أو آخر الجملة، يجب استبدال هذه الكلمات بنقط توضع بين قوصين (…).
والمصدر هو عموما اسم الكتاب أو الهيئة التي أنتجت النص. من السهل إتباع الاستشهاد مباشرة باسم المصدر وتاريخ نشر الوثيقة التي استخرج منها. ويرجع اسم المصدر والتاريخ للبيبليوغرافيا التي تعطي في آخر النص أو الكتاب.
بالنسبة لكل استشهاد بكتاب، يجب ذكر حجمه وتاريخ نشره والصفحة أو الصفحات التي يوجد بها الاستشهاد. وفيما إذا اشتملت الصفحة على عدة أعمدة، ينبغي ذكر الصفحة مع تخصيص حرف ما لكل واحد من الأعمدة.

16- الإرشادات الهامشية:

الإرشادات الهامشية هي عبارة عن مصدر عارض لمعلومات إضافية لم ير الكاتب جدوى إقحامها في ذات النص. لا يجب المطبعيون على العموم هذه الهوامش لأنها ترغمهم على القيام بعمليات بهلوانية أثناء التصفيف. فهم يحبدون وضعها عند نهاية كل فصل أو في مؤخرة الكتاب، بدلا من الاحتفاظ بها أسفل كل صفحة.
أما القراء، فهم لا يحبون أن تكون الهوامش بعيدة عن النص، لأن ذلك يتطلب منهم تصفح الكاتب بدون توقف. على أي، يجب حسم المر لصالح القارئ قبل صاحب المطبعة، وبصفة عامة، ينبغي أن نحرص على أن لا نضع في الهوامش إلا المعلومات التي قد تثقل النص الأمامي فعلا.
وبخصوص ترقيم الهوامش في صفحات المسودة، يجب المحافظة على تتبع الأرقام طوال الفصل أو الكتاب ككل، إذ من الممكن إذا راجعنا في كل صفحة إلى رقم (1)، أن نربك المطبعي، حيث أن الصفحات لن تتسلسل بنفس الشكل والتقسيم بعد الطبع.

17- الكشافات:

من المفيد عمليا في الكتب الكبيرة الحجم، مساعدة القارئ للاهتداء إلى أسماء الأماكن والأشخاص وإلى المفاهيم، بواسطة كشاف. وهذا عمل إضافي شاق جدا، إلا أنه بالتأكيد، يزيد الكتاب قيمة، إذ يسهل الرجوع إليه والإطلاع على محتوياته.

18- قائمة المحتويات:

اعتاد المؤلفون الانجلو- ساكسونيون وضع قائمة المحتويات في الصفحات الأولى للكتاب؛ بينما جرت العادة لدى اللاتينيين على وضعها في النهاية. وفي حالة وجود ملحقات أو صور فوطوغرافية خارجة عن النص، تكون الطريقة الانجلو- ساكسونية عملية أكثر، لأننا لا نهتدي بسرعة في الطريقة اللاتينية إلى قائمة المحتويات.

تحميل منهجية البحث العلمي pdf

يمكنك تحميل كتاب منهجية البحث العلمي من خلال  موقع صوت العقل برابط واحد مباشر ودون اعلانات مزعجة ومن خلال الميديا فاير …كل ما عليك هو الضغط هنا