حجج حول كليلة ودمنة

·

·

[emaillocker id=2180]
 
 

– خاتمة:

 
إن طبيعة كتاب “كليلة ودمنة ” الفكر- سياسية ربطت بين تقسيماته الشكلية والموضوعية، وذلك للتسلسل والترابط العميق بين المكونين من جهة، وتوخيا لتنامي الأفكار من باب إلى باب ومن موضوع إلى أخر من جهة أخرى.
لم تكن الصياغة الرمزية – التشخيصية التي اتسم بها الكتاب مبتدعة أو جديدة، إنما هي خطاب مألوف متعارف عليه سابقا، وسمته المراجع القديمة والحديثة:
ب”التمثيل”. و”ابن المقفع ” بطريقته هذه لم يكن إلا متبعا لأساليب سابقة عليه في الاحتجاج به، كالأسلوب القرآني التمثيلي، وشيوع هذه الألية في آداب الأمم السابقة، ومن بينها الهنود والفرس، الذين ينسب إليهما الكتاب.
اقتضى الاحتجاج للفكرة واختلاف الرؤية من “ابن المقفع ” جمع أنواع التمثيل الحجاجي في صياغته لكتابه؛ وأبرزها التمثيل الحجاجي التداولي الذي تمثلت أشكاله في مستويات ثلاثة، هذه المستويات (أفعال اللغة، السياق، الحوارية) توزعت على بنيتين
اتضحت فيهما الألية التوصيلية لحجاجية المثل؛ وهما:
. البنية الإطارية التي تشكلت من تقنيتي الإخبار والسرد، وهما تقنيتان تتسمان بالتلقائية أكثر من الفنية، فكتاب “كليلة ودمنة “؛ وان جاءت أغلب أمثاله على ألسنة الحيوانات والبهائم، فإنه لم يخل من بعض الأمثال التي كان شخوصها من البشر، وهذا إن دل فإنما يدل على غياب قصد التأليف الكلي على ألسنة الحيوانات، أو على ألسنة البشر؛ أي أن ما كان يشغل بال مؤلفه، وما اتخذه قاعدة لبنائه هو
المعاني في حد ذاتها وضمان توالدها وتسلسلها وان أدى ذلك إلى تداخل قصص الحيوانات والبشر معا، مع طغيان قصص الحيوانات عليه.
 
. والبنية الحوارية انعكست في البنية المؤطرة التي أسستها بنيتا الدعاء والاستدراج بالسؤال، ولهما ما لهما من أثر في تكوين العملية التواصلية وضمان استمراريتها وتحقيق النتائج المرجوة منها كذلك. والقرائن المعجمية التي تبرز النظام القولي- المنهجي الذي بني عليه هذا الخطاب
 
1- ينظر: عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني، من قضايا البلاغة والنقد، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 2002 م، ص ص: 89، 90.
2 -عبد القاهر الجرجاني، أسرار البلاغة في عم الليان، تح: د. عبد الحميد الهنداوي، دار الكتاب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 2001، ص ص: 85،. ..، 94.
3 -عبد المجيد قطامش، الأمثال العربية، دراسة تاريخية تحليلية، دار الفكر، دمشق، سوريا، ط1، 1988، ص ص: 253، 254.
4 عبد المجيد قطامش، نفسه، ص: 255.
5 – محمد العمري، في بلاغة الخطاب الاقناعي، مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابة العربية، الخطابة في القرن الأول نموذجا، إفريقيا الشرق، المغرب، لبنان، ط 2، 2002، ص ص: 82، 83، 84
6- ينظر: صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، عالم المعرفة، الكويت، ع ,164 أغسطس – أب 1992 م ص: 146.
7 – ينظر: عبد السلام عشير، عندما نتواصل نغير، ص ص 97، 98:
8 – السابق، ص: 98.
9 – فراسواز أرمينكو، المقاربة التداولية، ص: 64.
10 – ينظر: عمر أوكان، اللغة والخطاب، ص: 35.
11 – ينظر: حبيب أعراب، الحجاج والاستدلال الحجاجي، (عناصر استقصاء نظري )، مجلة عالم الفكر، الكويت، ع1، يوليو، سبتمبر، ,2001 ص: 134.
12 -ينظر: سعيد يقطين، السرد العربي مفاهيم وتجليا، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ط1، 2006 م، ص: 120.
13- ينظر: سعيد جبار، الخبر في السرد العربي، الثوابت والمتغيرات، شركة النشر والتوزيع، المدارس، الدار البيضاء، المغرب، ط 2004 . م، ص ص: 96، 97، 98،101.
 
14- سعيد يقطين، الكلام والخبر، مقدمة للسرد العربي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، بيروت، لبنان، ط 1، 1997، ص: 201.
* تراجع ص: 07.
15- ابن المقفع، كليلة ودمنة، عني بتنقيحها ونشرها مع شرح ألفاظها لويس شيخو، ص ص:107، 108.
16- محمد بلاجي، المثل في الخطاب السياسي المغربي، مجلة فكر ونقد، ع 35، المغرب، 2005 م.
17- أبو الحسن إسحاق ابن وهب، البرهان في وجوه الليان، تقديم وتحقيق: جفني محمد شرف، مطبعة الرسالة، عابدين، مصر، دط، د ت ط، ص ص: 117، 119.
18- ينظر: عبد الفتاح كيليطو، الحكاية والتأويل، دراسات في السرد العربي، ص ص: 37,36
2 ينظر: عز اللين العلام، الآداب السلطانية، ص: 78.
20- ينظر: عبد الفتاح كيليطو، من شرفة ابن رشد، ترجمة: عبد الكبير الشرقاوي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، طد، 2009 م، ص ص: 46, 8, 12.
21- عبد الفتاح كيليطو، الحكاية والتأويل، دراسات في السرد العرسي، ص ص: 36,37,38
 
22 ينظر: رولان بارث، قراءة جديدة للبلاغة القديمة، ص ص: 70، 71.
23 ينظر: رولان بارث، السابق، ص ص: 73، 74، 75، 76.
24- عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، تحقيق: الدكتور عبد الوهاب عزام، ص: 92.
25- منصور الشتوي، كليلة ودمنة أثرا منهجيا، ضاد الأدب والفكر، ملحق ثقافي معرفي أسبوعي لجريدة الصحافة، تونس، ع 24، ماي 2008 م.
26 – نفسه.
27 – عبد الواسع الحميري، في افاق الكلام وتكلم النص، دار الزمان للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، ط1، م 2009، ص ص: 109.
28 -ينظر: أزوالد ديكرو، جان ماري سشايفر، القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان (طبعة منقحة )، ص: 677.
 
29 – ينظر: عبد الواسع الحميري، في افاق الكلام وتكلم النص، ص: 110.
30 -صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، ص: 25.
31- فان دايك، علم النص، مدخل متداخل الاختصاصات، ترجمة وتعليق: سعيد حسن بحيري، دار القاهرة، القاهرة، مصر، ط أ، 2001 م، ص: 130، 131
32- صلاح فضل، نفسه، ص: 20.
33- محمد سالم ولد محمد الأمين، مفهوم الحجاج غد (بيرلمان)، ص: 83.
34- نفسه، ص ص: 85، 86.
35- نفسه، ص:91.
36 – ينظر: أمنة بلعلى، تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة، منشورات مخبر تحليل الخطب، جامعة تيزي وزو، دار الأمل للطباعة والنشر والتوزيع، تيزي وزو، الجزائر، د ط، 2009 م، ص ص: 100، 101.
37 -كتاب كليلة ودمنة، عني بتنقيحه ونشره وشرح ألفاظه لويس شيخو، ص 14: .
38 -السابق، ص ص: 125 -252.
39- أمنة بلعلى، تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة، ص: 109.
40 -ينظر: أمنة بلعلى، السابق، ص ص: 109، 110
 
41- Michel Meyer, Qu’est ce que l’argumentations?, Librairie
 
philosophique J. Vrain, Paris,2005,p: 14.
 
42 -Ibid; p: 115.
 
* ينظر: منصور شتيوي، كليلة ودمنة أثرا منهجيا.
43 – عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، تحقيق: الدكتور عبد الوهاب عزام، ص: 92.
[/emaillocker]