كيف تغير الأفكار في واقعك من منظور الإسلام ؟
علي حسب نظريتنا الاستنباطية الإسلام يجيب بــ نعم …
نص النظرية:
1/ لكل فكرة داخل عقل المؤمن بها قوة جاذبية ..
أي أن الأفكار داخل عقل الإنسان يكن لها قوة جذب لمجريات الأقدار التي تحيط بالإنسان وتأثر عليه , وتلك المسلمة التي اعتمدنا عليها ذكرها القرآن الكريم صراحة حين قال تعالي ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ”
والسؤال الآن تري ما هو الشيء الذي يوجد بداخل الإنسان ؟ ما لذي تمتلكه النفس البشرية حتى يخاطبها الله قائلا “حتى يغيروا ما بأنفسهم” ؟
تمتلك النفس البشرية مجموعة من الخصائص أهمها التعقل ويليه الشعور و الانفعال و الأوهام والتذكر والتخيل ..الخ , وكل هذا يمكن إدراجه تحت مسمي الأفكار .
وكأن الله ينبهنا إلي أن أفكارنا تجذب لنا أقدارنا ولو غيرناها لتغيرت الأقدار بإذن من الله ..
2/ الأفكار في تضاد دائم مع بقية الأفكار المغايرة لها وقوانين الكون..
وهناك قوانين كونية راسخة قد تمنع الفكرة من النفاذ للواقع تلك القوانين لها قوة جذب مضادة لقوة الفكرة التي تجول داخل النفس البشرية .. فهناك صراع دائم بين قوة جذب الفكرة وقوة جذب بقية الأفكار والقوانين الكونية,
فما معيار تحقق المسلمة التي أقررناها “أن الفكرة الداخلية تغير الواقع الخارجي “؟!من خلال نظرتنا الإسلامية المعيار الوحيد لتحقق الفكرة ونفاذها للواقع هو قوة الإيمان بها ..
3/علي قدر الإيمان بالفكرة تكن قدرتها علي تغيير الواقع..
- أولا: نجد تصريحا واضحا للمعيار من خلال تأملنا لحديث النبي ” تفاءلوا بالخير تجدوه ” فمعيار تحقق الخير هو التفاؤل به , والتفاؤل بالشيء جزء من الإيمان به . وكأن النبي ينبهنا إلي أن الإيمان والتفاؤل بوقوع الخير هو السبيل الوحيد لوقوعه ,ومن المعلوم أن الذي يتفاءل بالخير هو الذي لا يكن في خير أو يتحسب له أن لا يكن بخير, وبمجرد التفاؤل يتبدل حاله من الا خير إلي الخير أو يتبدل مستقبله من تحسب الا خير إلي قدوم الخير .فمعيار تحقق الفكرة هو مقدار الإيمان والتفاؤل بها .
- ثانيا : نفس المعيار في استجابة الدعاء .. والدعاء هو فكرة قائمة بذهن الفرد يريد تحقيقها ونفاذها واقعيا, فيلجئ إلي استدعائها من خلال ربه وربها .. ورغم أن الدعاء يستجاب لحظيا فور طلب الاستدعاء لشيء ما إلا أن له معيارا يجب تحققه أولا.. يقول الله تعالي ” قل ادعوني استجب ” لفظ صريح بفورية الاستجابة , ولكن لا تنسي ما ذكرناه من تضاد الأفكار وأن طلبك لفكرة ما يتضاد مع قوي جذب أخري لغيرها من الأفكار والقوانين .. فما معيار فورية الاستجابة في الإسلام ؟
نجد معيار فورية استجابة طلب تحقيق الفكرة في قول الرسول “ادعوا ربكم وانتم موقنون بالإجابة ” معيار الاستجابة الفورية هو الإيمان بفكرتك والإيمان بتحققها فلو أمنت أنها ستتحقق وأن الله سيجيب دعوتك لتحققت فور طلبك إياها,
ذالك لأن إيمانك بالفكرة هو ما يعطيها قوة جذب أعلي تستطيع من خلالها أن تغير الواقع والأقدار والظروف وتتغلب علي الأفكار الأخرى والقوانين التي تقع في تضاد معها ..
تطبيقات النظرية:
الخاتمة
تلك بعض التطبيقات لنظرية الأفكار الصانعة وهي محاولة لفهم جديد لكيفية تواجد الوجود ومتغيراته ودور العقل البشري في تشكيل معطيات التواجد المادي .. وتبقي مجرد نظره خاصة مستنبطة من تعاليم الإسلام قد أصيب بها أو أخطئ فيها ويبقي الإسلام مصدرا للاستنباط خارجا عن دائرة الصحة والخطأ . تحياتي…..