للوهلة الأولى يبدو العنوان متناقضا .. ولكن لصوت العقل رأي أخر , نعم فالعقل يرى أن من يساهم في انتشار الظاهرة يصبح داعيا إليها .
فهل ساهم بعض علماء ومشايخ الإسلام في انتشار ظاهرة الإلحاد ؟!
لكي نحدد هل كان للمشايخ والعلماء الإسلاميون دورا في انتشار ظاهرة الإلحاد لابد وأن نرصد كيف كان الإلحاد في مراحل ليس للمشايخ والعلماء فيها دورا اجتماعيا وسياسيا .. ونرصد المراحل التي تولي فيها المشايخ والعلماء دورا أساسيا في المجتمع السياسي وهل تزايدت حينها الظاهرة ؟..
وبالنظر إلي تاريخ الإلحاد العربي من 1930 ميلادية حيث بداية التأليف عن الإلحاد مع الكاتب إسماعيل مدهار .. وحتى عام 2000 ميلاديا .. نجد أن الظاهرة لم تتعدى كونها ظاهره فردية ومؤقتة .. أما في العام 2012 م فقد بدأت موجة الإلحاد تتزايد إلي حد تكوين تكتلات إلحادية .
ومن نفس التاريخ 1930م وحتى 2000 م نجد الدور السياسي الفاعل للمشايخ والعلماء مازال في طور التكوين حيث مناوشات للتدخل السياسي في عصر الملكية ومن بعدها مناوشات مع ثورة 1952م وحتى بدايات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك .
علي عكس الحال فيما بعد عام 2000 حيث بدأت مرحلة جديدة وهي مرحلة (الانتشار) حيث الطفرة التي شهدتها الجماعات الإسلامية من المشاركة السياسية والسماح بتكوين الجمعيات والمجلات وأيضا الظهور الإعلامي الهائل من خلال ما يقرب من 15 قناة تلفازيه في حين أن مؤسسة الأزهر لم تكن تمتلك قناة تلفازيه واحدة !
ووصلت تلك الطفرة إلي حدها الأقصى في العام 2012 م حيث امتلكت الجماعات السلفية والوهابية أحزابا سياسية وأصبحت مشاركة بشكل فعلي في الساحة السياسية والاجتماعية .
وبداية تلك المشاركة.. كانت هي هي بداية الموجة الإلحادية التي اجتاحت الشباب المصري والعربي, والجدير بالذكر هنا أن اغلب من نزح إلي الإلحاد كان في أصله تابعا للجماعات الإسلامية ومن أشهر تلك الأسماء.. الملحد المصري “أحمد حرقان” الذي نشأ في أسرة سلفية وكان من أنجب تلامذة “ياسر برهامي” القيادي السلفي .
فهل تسبب المشايخ والعلماء لتلك الجماعات الإسلامية في صدمة الشباب المصري والعربي بدينهم ؟!
وهل تحولت فترة حكم الإسلاميين الفاشلة لمصر إلي فشل للإسلام نفسه في نظر اتباعهم من الشباب فلجئوا إلى الإلحاد ؟!
والصراع الدامي بين السنة والشيعة فضلا عن ما يدعي داعش , هل شكل دعوة إلي إظهار الإسلام بثياب التخلف والجهل والدمار فوجب علي الشباب النزوح منه إلي الإلحاد ؟
إن كانت إجابتك “نعم” .. أضحي العنوان سليما وتلك مشايخ دعت إلي الإلحاد .. تحياتي